للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيما بلَوناهُ فيكَ من تَلَفٍ، ... عن عَمْدِ عينٍ وأنتَ مُصطبرُ

ثمّ أتَى أَهلَهُ، فَأَخْبَرَهُمْ ... بِكُلِّ ما قَدْ رَأَى فما اعتَبَرُوا

فسارَ عَنهمْ، من بَعْدِ تاسِعَةٍ، ... نحوَ ظَفارٍ، وشأْنُهُ الفِكَرُ

فَحَلَّ فيها، والدّهرُ يَرفَعُهُ ... في عِظَمِ الشّأْنِ وهوَ يشتَهرُ

حتّى أتَتهُ مِنَ المَدينَةِ تَش ... كو الظّلم شَمطاءُ قَومُها غُدُرُ

أَدلَتْ إلَيهِ منهمْ ظُلامَتَها، ... ترجو بهِ ثَأْرَها، وتَنتَصرُ

فأَعْمَلَ الرأيَ في الذي طَلبتْ ... تلكَ، وكلُّ بذاكَ يأْتَمِرُ

فعَبّأ الجَيشَ، ثم سارَ بهِ ... مثلَ الدَّبا في البلادِ يَنتشِرُ

قد ملأ الخافقينِ عَسْكَرُهُ، ... كأنهُ الليلُ حينَ يَعْتَكِرُ

تأتَمُّ أَعداءَهُ كَتائِبُهُ، ... فليسَ يُبقي منهمْ، ولا يَذرُ

حتّى قضىَ منهُمُ لُبانَتَهُ، ... وفازَ بالنَّصْرِ ثَمَّ مَنْ نُصِرُوا

إنَّا وَجَدْنا هذا يكونُ مَعاً ... في عِلمِنا، والمَليكُ مُقتَدِرُ

والحمدُ للَّهِ والبَقاءُ لَهُ، ... كلٌّ إلى ذي الجَلالِ مُفتَقِرُ

[خبر آخر:]

وفي مصداق ما ذكرناه من أشعار الجن، وقولهم الشعر على ألسن العرب، قول الأعشى:

<<  <   >  >>