للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجزوء الكامل

أَلَمرءُ يأْمُلُ أنْ يَعي ... شَ، وطولُ عَيْشٍ قَدْ يَضرّهْ

تَفنى بَشاشَتُهُ، ويَبْ ... قَى بعدَ حُلوِ العَيشِ مُرّهْ

وتَصَرَّمُ الأيّامُ، حتى ... لا يَرى شيئاً يَسرّهْ

كم شامتٍ بي إنْ هَلَكْ ... تُ، وقائِلٍ للَّهِ دَرَّهْ

[فصل آخر عنه:]

قال: لما قال النابغة: الكامل

أَمِنْ آلِ مَيَّةَ رائحٌ أَو مُغتَدي ... عَجْلانَ، ذا زادٍ، وغيرَ مَزَوَّدِ

وقوله في البيت الثاني:

زَعَمَ البَوارحُ أنّ رحلَتَنا غَداً، ... وبذاكَ خَرّرَنا الغرابُ الأسودُ

هابوه أن يقولوا له لحنت، أو أكفأت، فعمدوا إلى قينته، فقالوا: غنيه! فلما غنته بالخفض والرفع فطن وقال:

وبذاكَ تَنعابُ الغُرابِ الأسوَدِ

وكان بدء غضب النعمان عليه أن النعمان قال: يا زياد! صف لي المتجردة، ولا تغادر منها شيئاً، وكانت زوجة النعمان، وكانت أحسن نساء زمانها، وكان النعمان قصيراً، دميماً، أبرش، وكان ممن يجالسه ويسير معه رجلٌ آخر يقال له: المنخل، كان جميلاً، وكان النابغة عفيفاً، فقال له النعمان: صف لي المتجردة، فوصفها في الشعر الذي يقول فيه:

لو أَنَّها عَرَضَتْ لأَشْمَطَ راهبٍ، ... يدعو الإلَهَ، صَرورَةٍ، مُتَعَبِّدِ

لَصَبَا لَبَهجتِها وطِيْبِ حَديثها، ... ولَخَالَهُ رُشْداً، وإنْ لم يَرشُد

<<  <   >  >>