للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أربعة آلافٍ وما يتبعها من كسوةٍ. فخرج الأعرابي وفي يده اليمنى ثمانية آلافٍ وفي يده اليسرى رزمة ثياب.

[فصل آخر:]

ذكر أن الفرزدق لما ضرب بين يدي سليمان بن عبد الملك بن مروان الضربة في الأسير فرعشت يده وكان راوية جرير بالباب، فقال: أنت هو؟ فقال: نعم! وقد رأيتك إذ ضربت؛ قال: أتدري ما يقول صاحبك إذا بلغه ما كان؟ كأني به قد قال: الطويل

بسيفِ أبي رَغْوانَ سيفِ مُجاشِعٍ ... ضَرَبْتَ ولم تَضرِبْ بسيفِ ابن ظالمِ

أبو رغوان: جد الفرزدق، وهو مجاشع أيضاً. وابن ظالم: رجل من نزار كان شجاعاً.

ضَرَبْتَ بِهِ عنْدَ الإمامِ فَأُرْعَشَتْ ... يداكَ وقَالوا مُحْدَثٌ غيرُ صارمِ

قال: فمضى راوية جرير إلى اليمامة فسألهم عن جرير، فأخبره خبر الفرزدق وأنشده البيتين. فقال له جرير: أفتدري ما يجيبني به؟ قال: لا. قال: كأني به قد قال:

وَهَلْ ضَرْبَةُ الرّوميّ جاعِلَةٌ لكُمْ ... أباً غَيْرَ كَلْبٍ أو أباً مثل دارمِ

ولا نَقْتلُ الأسرَى ولكنْ نفكُّهُمْ ... إذا أَثْقَلَ الأعناقَ حَمْلُ المَغَارِمِ

كذاكَ سيوفُ الهندِ تَنبو ظُباتُها ... وتَقطَعُ أحياناً مَناطَ التّمائِمِ

<<  <   >  >>