بردين، وحمله على فرس، واستعمله على قومه، فقال قرة يذكر ذلك، ويذكر ناقته في قصيدة له طويلة: الطويل
حَبَاها رَسولُ اللَّهِ، إذ نزَلَتْ بهِ، ... وأمكَنَها من نائلٍ غيرِ مُفَندِ
فَما حَملَتْ من ناقَةٍ فوق رَحلِها ... أبرَّ وأوفَى ذِمّةً مِن مُحَمّدِ
وأكسىَ لبُردِ الحال قبل ابتذالِه، ... وأعطَى لرأسِ السّابِحِ المتجرّدِ
وأخبرنا المفضل عن أبيه عن جده عن محمد بن إسحق قال: قدم قيس ابن عاصم التميمي على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال يوماً، وهو عنده: أتدري يا رسول الله من أول من رجز؟ قال: لا! قال: أبوك مضر كان يسوق بأهله ليلة، فضرب يد عبدٍ له، فصاح: وايداه! فاستوثقت الإبل ونزلت، فرجز على ذلك. ثم قال: يا رسول الله! أتدري من أول صائحة صاحت؟ قال: لا! قال: أمك خندف كانت معها ضرة، فنحت عنها إبناً لها ليلاً، فجاءت فلم تجده، فكرهت أن تؤذيهم، فاعتزلت، فصاحت عليه. ثم قال: يا رسول الله! أتدري من أول من علم بك من العرب؟ قال: لا! قال: سفيان بن مجاشع الدارمي، وذلك أنه جنى جنايةً في قومه، فلحق بالشام، فكان يأتي حبراً بها وكان يحدثه فقال له: إن لك لغةً ما هي بلغة أهل البلد، فقال: أجل! أنا رجل من العرب، قال: من أيها؟ قال: من مضر! قال له الراهب: أفر أبشرك؟ قال: بلى! قال: فوالله إن هذا الذي ينتظر خروجه لمن مضر. قال: وما اسمه؟ قال: أنظر في كتبي! فنظر ورجع إليه فقال: إسمه محمد! فرجع سفيان وولد له غلامٌ فسماه محمداً.