للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى إذا اللّيلُ تَجَلّى غَيهَبُه ... فَحُطَّ عَنْهُ رَحلَهُ وسَيّبَه

إذا بَدَا الصّبحُ ولاحَ كَوكَبُه ... وقد حمدتَ عنهُ ذاكَ مَصحبَه

قال: فالتفت عبيد، فإذا هو ببكره، وبكرٍ إلى جنبه، فركبه، حتى إذا صار إلى دار قومه أرسل البكر، وأنشأ يقول: البسيط

يا صاحبَ البكرِ قَدْ أُنقِذْتَ من بَلَدٍ ... يَحارُ في حافَتَيها المُدلِجُ الهادِيْ

هَلاَّ أَبَنْتَ لَنا بالحَقّ نَعرفُهُ، ... مَن ذا الذي جادَ بالمَعروفِ في الوادي

إرجِعْ حميداً، فقَد أبلَغتَ مَأْمَنَنا ... بُوْرِكتَ من ذي سَنامٍ رائحٍ غادي

فأجابه هاتف يقول: البسيط

أنا الشّجاعُ الذي أَلفَيتَهُ رَمِضاً ... في رَملَةٍ ذاتِ دكداكٍ وأعقاد

فَجُدْتَ بالماءِ لمَّا ضَنَّ حَامِلُهُ، ... جُوداً عليَّ ولم تَبْخَل بإنجادي

هذا جَزاؤكَ منِّي لا أَمُنُّ بهِ، ... فارْجِعْ حميداً رعاكَ اللَّهُ من غادي

الخَيرُ أبقَى، وإنْ طالَ الزَّمانُ به، ... والشرُّ أَخبَثُ ما أَوْعَيتَ من زادِ

وذكر جماعةٌ من أهل العلم: أن الحرث بن ذي شداد الحميري كان ملكاً في الجاهلية الجهلاء، وهو أول من دخل أرض الأعاجم ودوخها، ثم إنه

<<  <   >  >>