المنادى نصب، فحملت صفته على موضعه، وهذا في غير يا أيها الرجل جائز عند جميع النحويين، نحو قولك: يا زيدُ الظريفُ والظريفَ. والنحويون لا يقولون إلا: يا أيها الرجلُ، ويا أيها الناسُ، والعرب لغتها في هذا الرفع ولم يرد عنها غيره"١.
ففي هذا النص نجد المازني يبتدع لغة، لم تجر على لسان العرب، ويترك الواقع اللغوي، إلى افتراضات قياسية ما أنزل الله بها من سلطان، فإذا كان العرب قد قالوا: يا زيدُ الظريفَ، فلا مانع عند المازني أن تقول: يا أيها الرجلَ، وإن لم تقل بذلك العرب!
وما صنيع المازني في هذا الزمن القديم، إلا كصنيع من يبتدع قياسا باطلا في لهجات الخطاب المعاصرة، ويدعيه على أصحاب هذه اللهجات، فيجيز أن تجمع كلمة: "تاج" على: "أتواج"، قياسا على جمع: مال على أموال، أو يعكس فيجيز أن تجمع كلمة: "مال" على: "ميلان"، قياسا على جمع: تاج على تيجان، وما أشبه ذلك مما لا يصح أن يدخل إلا في دائرة الأوهام والخيالات.
وأنت واقع هنا وهناك في التراث النحوي، على كثير من التعليلات الواهية، التي لا يسندها قانون لغوي، أو قاعدة كلية تسري على مجموعة من اللغات البشرية، وتأمل معي قول الزجاج في تعليل إعراب المثنى من اسم الإشارة واسم الموصول: "فإن قال قائل: فما بالك تقول: أتاني اللذان في الدار، ورأيت اللذين في الدار، فتعرب كل ما لا يعرب، في تثنيته نحو: هذان، وهذين. وأنت لا تعرب. هذا ولا هؤلاء؟ فالجواب في ذلك أن جميع