للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما القرآن الكريم، فقد سبق الحديث عما فيه من أمثلة هذه الظاهرة. ومما جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" ١، بدلا من: "تتعاقب فيكم ملائكة" وإن كان بعض العلماء يرى في هذا الحديث أنه مختصر من حديث طويل، وأن الواو فيه ضمير يعود على اسم ظاهر متقدم، وليس علامة جمع، وأن أصل الحديث: "إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار"٢.

أما أبيات الشعر القديم، التي وردت فيها هذه الظاهرة، فما أكثرها في دواوين الشعر العربي، ومن أمثلة ذلك قول عمرو بن ملقط الطائي، وهو شاعر جاهلي:

ألفيتا عيناك عند القفا ... أولى فأولى لك ذا واقيه٣

بدلا من: ألفيت عيناك. ومثله قول أمية بن أبي الصلت:

يلومونني في اشتراء النخيـ ... ـل أهلي فكلهم يعذل٤

بدلا من: يلومني أهلي. وكذلك قول أبي عبد الرحمن العتبي:

رأين الغواني الشيب لاح بعارضي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر٥

أي: رأت الغواني: كما يقول الفرزدق:


١ انظر: مغني اللبيب ٢/ ٣٥٦
٢ انظر: شرح الأشموني على الألفية ٢/ ٤٨.
٣ شرح شواهد المغني ١١٣.
٤ ديوانه ص١٦ والدرر اللوامع ١/ ١٤٢ وشرح التصريح ١/ ٢٧٦ وفي شرح شواهد المغني ٢٦٥: "عزاه السخاوي في المفصل إلى أحيحة بن الجلاح".
٥ العيني على هامش الخزانة ٢/ ٤٧٣.

<<  <   >  >>