للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصدر عن صبيان المكاتب «١».

وأما ما وقع لبعض المحدثين من ذلك، فمنه ما يكاد اللبيب يضحك منه، كما حكي عن بعضهم: أنه جمع طرق حديث: "يا أبا عُمَيْر، ما فعل النُّغَيْر" «٢»، "ثم أملاه في مجلسه على من حضره من الناس

______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______

«١» [شاكر] فن "التصحيف والتحريف" فن جليل عظيم لا يتقنه إلا الحفاظ الحاذقون وفيه حكمٌ علي كثير من العلماء بالخطأ ولذلك كان من الخطر أن يقدم عليه من ليس له بأهل.

وقد حكي العلماء كثيراً من الأخطاء التي وقعت للرواة في الأحاديث وغيرها.

ولم نسمع بكتاب خاص مؤلف في ذلك غير كتابين:

أحدهما: للحافظ الدارقطني -علي بن عمر- المتوفى في ٨ ذي القعدة سنة ٣٨٥ وهذا الكتاب لم نعلم بوجود نسخ منه وإنما ذكره ابن الصلاح والنووي وابن حجر والسيوطي ولم يذكره صاحب "كشف الظنون" ولم أجده في تراجم الدارقطني التي رأيتها ويظهر أن السيوطي رآه لأنه نقل منه في التدريب (ص ١٩٧).

الكتاب الثاني: "التصحيف والتحريف وشرح ما يقع فيه" للإمام اللغوي الحجة أبي أحمد العسكري -الحسن بن عبد الله بن سعيد المتوفى في صفر سنه ٣٨٣ كما ذكر ذلك تلميذه الحافظ أبو نُعيم في "تاريخ أصبهان" (ج ١ ص ٢٧٢) وهذا الكتاب موجود بدار الكتب المصرية في نسخة مكتوبة سنه ٦٢١ وأوراقها ١٥٦ ورقه وقد طبع نصفه بمصر في سنة ١٣٢٦ [١] طبعاً غير جيد وليتنا نوفق إلى إعادة طبعه كله طبعا جيداً متقنا.

وهو من أنفس الكتب وأكثرها فائدة. [شاكر]

انظر أمثلة ذلك "تصحيفات المحدثين" (ص ٢٦، ١٤٥، ١٤٦).

«٢» [شاكر] (النُّغَيْر) بالنون والغين المعجمة: تصغير "نُغَر" طائر صغير يُشبه العصفور أحمر المنقار. صحفه المصحف إلي "بعير" بالباء والعين المهملة! ! [شاكر]

قلنا: انظر معرفة علوم الحديث للحاكم ص ١٤٦.والحديث أخرجه البخاري (٦١٢٩، ٦٢٠٣)، ومسلم (٢١٥٠).

<<  <   >  >>