للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجعل يقول: "يا أبا عمير ما فعل البعير"! (١) فافتضح عندهم، وأرَّخوها عنه! !

وكذا اتفق لبعض مدرسي النظامية (٢) ببغداد: أنه أول يوم إجلاسه أورد حديث "صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين"، فقال: "كنار في غلس" (٣) " (٤)! فلم يفهم الحاضرون ما يقول، حتى أخبرهم بعضهم بأنه تصحف عليه [من] (٥) "كتاب في عليين"! ! وهذا كثير جداً. وقد أورد ابن الصلاح أشياء كثيرة هاهنا (٦) «١».

______ [شرح أحمد شاكر رحمه الله] ______

«١» [شاكر] هذا النوع يسمي عندهم "التصحيف والتحريف".

وقد قسمه الحافظ ابن حجر إلي قسمين: فجعل ما كان فيه تغيير حرف أو حروف بتغيير النقط مع بقاء صورة الخط: تصحيفاً وما كان فيه ذلك في الشكل: تحريفاً وهو اصطلاح جديد.

وأما المتقدمون فإن عباراتهم يفهم منها أن الكل يسمي بالاسمين وأن التصحيف مأخوذ من النقل عن الصحف وهو نفسه تحريف قال العسكري في أول كتابه (ص ٣) "شرحت في كتابي هذا الألفاظ والأسماء المُشْكِلة التي تتشابه في صورة الخط فيقع فيها التصحيف ويدخلها التحريفُ" وقال أيضا (ص ٩). =


(١) ساقط من "ب".
(٢) أسسها الوزير نظام الملك الحسن بن علي، المتوفي ٤٨٥ هـ. وانظر البداية والنهاية ١٢/ ١٦٨ ط التراث.
(٣) في "ط"، "ع": (عكس).
(٤) أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ١٦/ ٢٣٣.
(٥) زيادة من "غراس"
(٦) قلنا: انظر المقدمة ص ٤٧١ وما بعدها، وانظر أيضا الجامع لأخلاق الراوي ص ١/ ٢٩١ باب "من صحف في متون الأحاديث".

<<  <   >  >>