للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

• وقد أرشدتنا شريعتنا الغراء إلى استحباب غسل اليدين قبل الطعام؛ ليأكل بهما وهما نظيفتان من كل فيروس أو أذى، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بركة الطعام الوُضُوء قبلَه، والوضوء بعدَه (١)» (الترمذي وغيره). ولا يخفى أنّ وضوءَ الطعامِ هو غسلُ اليدين والفمِ قبل الطعام وبعده. فهي تقِي مِن انتقالِ كثيرٍ مِنَ الأمراضِ المُعْدِيةِ، التي تنتقلُ بتلوُّثِ الأيدِي، كالكوليرا، والزحارِ، والالتهابِ المعويِّ .. وغير ذلك مما هو معلوم في الطب، ومن الإحصاءاتِ الطريفةِ والخطيرةِ التي أَجْرَتْهَا إحدى المؤسساتِ العلميةِ المعنيةِ بشؤونِ الصحةِ على مستوى العالَمِ كلِّه أنّ أمراضَ القذارةِ التي تنتقلُ عن طريقِ تلوُّثِ اليدينِ والماءِ والطعامِ، بلغ ضحيتها ثلاثة ملايين إنسانٍ، يموتون كلَّ عامٍ بسببِ قذارتِهم، وبسببِ مخالفتِهم لاتِّباعِ السنةِ، ونصفُ هؤلاءِ من الأطفالِ؛ نتيجةَ عدمِ الاهتمامِ بنظافةِ اليدينِ، وغسلِهما قبلَ الطعامَ، هذه السنة التي هملها بعضنا ولا يوليها أدنى اهتمام.

• ألم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على نظافة أدوات الأكل والشرب وصيانتها عن التلوث الذي يؤدي إلى نقل الأمراض المعدية والأوبئة الممرضة، فقال صلى الله عليه وسلم: «غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ - أي شدوا رأس السقاء بالوكاء وهو الخيط لئلا يسقط فيه شئ - وَأَغْلِقُوا الْبَابَ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ (٢)» (مسلم).


(١) رواه الترمذي رقم (١٨٤٧) في الأطعمة، باب ما جاء في الوضوء قبل الطعام وبعده، وأبو داود رقم (٣٧٦١) في الأطعمة، باب غسل اليد قبل الطعام.
(٢) أخرجه مسلم برقم: (٢٠١٢) في الأشربة، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء. ا. هـ (جامع الأصول)

<<  <   >  >>