أما عبدون فلم نقف على ترجمته، والظاهر أنه لم يسلم؛ فإن ابن جرير الطبري ذكر في "التاريخ" (١٠/٥٥٧) أن العامة خرَّبت الدَّير العتيق الذي وراء نهر عيسى، وانتهبوا ما كان فيه من متاع، وقلعوا الأبوابَ والخشب وغير ذلك، وهدَّموا بعض حيطانه وسقوفه، فصار إليهم الحسينُ بن إسماعيل صاحبُ شرطة بغداد من قِبَل محمد بن طاهر ... ثم بنى ما كانت العامَّة هدمته بعد أيام، وكانت إعادة بنائه- فيما ذكر- بقوة عبدون بن مخلد أخي صاعد بن مخلد. وفي "الوافي بالوفيات" (١٧/٧٣) ما يشير إلى ذلك أيضًا. (٢) ذكر الحاكم في "سؤالاته" (٦) قول الدارقطني: «أحمد بن حرب بن زياد المعدَّل، أبو جعفر البزَّاز [تصحف فيه إلى: البزار] ثقة فاضل» . ووقع عند الخطيب في "تاريخه" (٥/١٩٣ طبعة بشار عواد) : «أحمد بن حرب بن مسمع بن مالك أبو جعفر المعدَّل ... ، وكان حسن الحديث، ثبتًا في الرواية ... أخبرنا الحسن بن أبي بكر، حدثنا محمد بن العباس بن نجيح البزاز، حدثنا أحمد ابن حرب بن مسمع، ثقة ثقة» . ثم قال: «أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي؛ قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: كان أحمد بن حرب المعدَّل ثقة» ، وذكر أنه توفي لثلاث بقين من شعبان سنة خمس وسبعين ومئتين، وأنه كان من قرَّاء القرآن وأحد الشهود الذين رغبوا في آخر أعمارهم عن الشهادة. فالذي يظهر أنَّهما واحدٌ، وأن الذي وقع في "سؤالات الحاكم" من أن اسم جدِّه «زياد» يكون بسبب نسبة أبيه «حرب» إلى جدٍّ أعلى، والله أعلم.