للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين.

عَظُم علي أبي طالب هذا الوعيد والتهديد الشديد، فبعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له: يا ابن أخي، إن قومك قد جاءوني فقالوا لي كذا وكذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق، فظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عمه خاذله، وأنه ضعف عن نصرته، فقال: «يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر - حتى يظهره الله أو أهلك فيه - ما تركته»، ثم استعبر وبكى، وقام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فلما أقبل قال له: اذهب يا بن أخي، فقل ما أحببت، فو الله لا أسلمك لشيء أبدًا» (١).

ومن خلال ذلك يظهر أهمية ثقة المسلم بالله تعالى في مجال الدعوة إلى الله، وضرورة الثبات على المبدأ والحق، والثبات على الدين.


(١) الرحيق المختوم، صقي الرحمن المباركفوري ص ٦٩، ط/ ١٧، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة: ١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م.

<<  <   >  >>