للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - الثقة بالله تعالى من أهم صفات الداعية]

إن الداعية له مكانة مميزة، قال د. حمد العمار: «وينبغي على الداعية وهو يسير في طريق الدعوة الطويل الموحش المليء بالأشواك والعقبات أن يتذكر دائمًا في يسره وعسره فضل دعوته وقيمتها ومنزلتها عند الله سبحانه وما وعد الله سبحانه به دعاته الصادقين ليزدادوا خيرًا ونشاطًا وتنافسًا في ميدان الدعوة قال الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (١). وليفرحوا بفضل الله ومنه وكرمه {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (٢). فينبغي على الداعية أن يتذكر تفضل الله عليه ومنته عليه أن هداه للإسلام وأن جعله ممن أنار الله بصيرته وتحمل قسطًا من أمانة تبليغ هذا الدين، وتحمل شيئًا من المسؤولية: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (٣). ومما ميز الله به الدعاة عن غيرهم أنهم خير الناس» (٤).

إن الثقة في الله تعالى تعطي الداعية دافعًا نفسيًا قويًا في الدعوة إلى الله تعالى.

يقول الشيخ علي محفوظ رحمه الله: «ومن صفات الداعية إلى الله تعالى قوة الثقة بالله في وعده، وكمال الرجاء في حصول الفائدة، مهما طال به العلاج وعظمت المصاعب؛ فإنه متى تمكن ذلك من نفسه انبعثت همته، وقوي نشاطه، وتنبه إلى انتهاز كل فرصة بما يناسبها موقنًا بأنه إن لم يظهر تأثيره


(١) سورة المطففين، الآية: ٢٦.
(٢) سورة يونس، الآية: ٥٨.
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٧٢.
(٤) صفات الداعية، أ. د. حمد بن ناصر العمار ص ١٢٠، ط/ ٣، دار إشبيليا، الرياض: ١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م.

<<  <   >  >>