للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الرابع

ثقة المسلم بالله تعالى في الدعوة إلى الله

ومن ثقة المسلم بالله تعالى أنه يثق أن الله عزَّ وجلَّ في مجال الدعوة، ويثق أن الله سبحانه كتب لدعوته البقاء والظهور، ويثق في الدعوة التي يحملها مهما واجه من صعوبات وعقبات؛ فليس طريق الدعوة مفروشًا بالورود.

[١ - أهمية تكوين الدعاة لنشر الدعوة]

والثقة بالله تعالى في مجال الدعوة تستلزم تكوين الدعاة لنشر الدعوة في كل مكان، طالما أنه توجد لدينا الثقة في مضمون الدعوة ورسالتها.

إن الدعوة إلى الله مهمة الأنبياء والمرسلين، ثم ورثتهم من العلماء المصلحين.

قال ابن القيم رحمه الله: «ولا يكون من أتباع الرسول على الحقيقة إلا من دعا إلى الله على بصيرة قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١). فقوله: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} تفسير لسبيله التي هو عليها فسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إلى الله فمن لم يدع إلى الله فليس على سبيله ... فسبيله وسبيل أتباعه الدعوة إلى الله» (٢).

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: «وفي وقتنا اليوم قد يسر الله عزَّ وجلَّ أمر الدعوة أكثر، بطرق لم تحصل لمن قبلنا، فأمور الدعوة اليوم متيسرة أكثر، من طرق كثيرة، وإقامة الحجة على الناس اليوم ممكنة بطرق متنوعة فالواجب على أهل العلم والإيمان، وعلى خلفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يقوموا بهذا الواجب، وأن يتكاتفوا فيه، وأن يبلغوا رسالات الله إلى عباد الله


(١) سورة يوسف، الآية: ١٠٨.
(٢) رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه، ابن قيم الجوزية، تحقيق: عبد الله بن محمد المديفر ص ٢١، ٢٣، ط/ ١، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض: ١٤٢٠ هـ.

<<  <   >  >>