للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفاعله وفيه فضيلة تعليم العلم ووظائف العبادات» (١).

وقال د. فضل إلهي: «ومما يبين عظمة الدعوة إلى الله تعالى أن الله عزَّ وجلَّ جعل القيام بها من شعار أتباع النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - قال الله عزَّ وجلَّ: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (٢).

قال ابن كثير رحمه الله: «يقول الله تعالى لعبد ورسوله إلى الثقلين: الإنس والجن، آمرًا له أن يخبر الناس: أن هذه سبيله، أي طريقه ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان، هو وكل من اتبعه، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي» (٣).

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: «وسواء كان المعنى أنا ومن اتبعني يدعو إلى الله على بصيرة أو كان الوقف عند قوله أدعو إلى الله ثم يبتدئ على بصيرة أنا ومن اتبعني فالقولان متلازمان فإنه أمره سبحانه أن يخبر أن سبيله الدعوة إلى الله فمن دعا إلى الله تعالى فهو على سبيل رسوله وهو على بصيرة وهو من أتباعه ومن دعا إلى غير ذلك فليس على سبيله ولا هو على بصيرة ولا هو من أتباعه فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم وهم خلفاء الرسل في أممهم والناس تبع لهم» (٤). (٥)


(١) شرح صحيح مسلم، النووي ١٣/ ٣٩، ط/ دار الحديث، القاهرة: ٢٠٠٤ م.
(٢) سورة يوسف، الآية: ١٠٨.
(٣) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة ٢/ ٥٤٣.
(٤) جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام، ابن قيم الجوزية ص ٤١٥، ط/ دار الكتب العلمية، بيروت.
(٥) فضل الدعوة إلى الله تعالى، أ. د. فضل إلهي ص ١٨، ط/ ١، مؤسسة الجريسي، الرياض: ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م.

<<  <   >  >>