للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} رد على أهل التعطيل، ولهذا قيل: الممثل يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما" (١).

الثالث: أنهم يخالفون ما اتفقت عليه الملل وأهل الفطر السليمة، لكن مع هذا تخفى مقالاتهم على كثير من أهل الإيمان، لكثرة ما يوردونه من الشبهات حتى رأينا رجلا مثل المقريزي يقف أمام كثرة نصوص الصفات، وإجماع السلف على روايتها، وإثباتها بلا تمثيل، ثم لا يرى فائدة لذلك كله إلا تمكين إثبات مطلق الوجود، والرد على طوائف الملاحدة من أهل الطبائع وعباد العلل (٢).

الرابع: أنهم يعتقدون فيما يضاف للخالق والمخلوق من الصفات أنها حقيقية في المخلوق، مجاز في الخالق، ولهذا زعموا: أن ظاهر نصوص الصفات إنما يدل على ما يختص بالمخلوق، ومن ثم أوجبوا تأويل الظاهر أو تفويضه، لأنه إنما يدل على التمثيل الباطل بنصوص التنزيه!.

وهذا الاعتقاد مبني على أصل جهم بن صفوان في الأسماء التي تقال على الرب وعلى العبد، فقد زعم أنها مجاز في الخالق حقيقة في المخلوق، وهو من أفسد الأقوال، لأنه يعني صحة نفي أسماء الله وصفاته، ويستلزم أن تكون في العبد أكمل وأتم منها في


(١) درء التعارض ٦/ ٣٤٨، وانظر: منهاج السنة النبوية ٢/ ٥٢٢، ٥٢٣، ٥٢٦، ٥٩٨، ٥٩٩، ٦٠٨، بدائع الفوائد لابن القيم ١/ ١٦٥، ١٦٦، ١٧٠، شرح الطحاوية ص٦٠، ٦١.
(٢) الخطط للمقريزي ٢/ ٣٦١، وانظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية ٣/ ٣٥٤، ٣٥٥، الرسالة التدمرية لابن تيمية ص١٢٦، ١٢٧.

<<  <   >  >>