الاختصاص، فكل صفة من صفات الكمال فإن الله متصف بها على وجه لا يماثله فيها أحد سواء كان مما اختص به من كل وجه، كالخلق، أو كان مما اختص بكماله، كالعلم. وقد خالفهم في هذا الأصل طائفتان مشهورتان:
الأولى: الممثلة: فقد أثبتوا الصفات على وجه المماثلة بين الخالق والمخلوق إما مطلقا أو من بعض الوجوه!.
الثانية: المعطلة: فقد نفوا صفات الكمال أو كثيرا منها ظنا أن إثبات القدر المشترك يستلزم التمثيل!.
وأصل الخطأ مشترك بين الطائفتين، فقد اعتقدوا أن ظاهر نصوص الصفات إنما يدل على ما يختص بالمخلوق، ولهذا أبقاه الممثلة على ما توهموه، وأوجب المعطلة تأويله أو تفويضه فرارا مما تخيلوه من التمثيل!.
والصواب أن هذه الألفاظ موضوعة للقدر المشترك، والخصائص لا تدخل في مسماها عند الإطلاق، فإذا أضيفت لأحدهما دخلت الخصائص، وكان لكل منهما ما يختص به. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.