للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدخل تحت معنى التَّأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في تَرْكِه أمور ثلاثة:

الأول: متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تَرْكِ ما تَرَكَه:

قال السمعاني: "إذا ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا من الأشياء وجب علينا متابعته فيه (١). ووجوب مُتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تَرْكِه ليس على إطلاقه، وإنما يشترط فيه أن يقع هذا التَّرْك منه - صلى الله عليه وسلم - مع وجود المُقتضي لفعله في زمنه - صلى الله عليه وسلم - مع انتفاء المانع، كما سيأتي.

الثاني: مُوافقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قصده في هذا التَّرْكِ:

إذ لا يكفي في التَّأسي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - مجرد تَرْك ما تركه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بل لا بد أن يضم إلى هذا التَّرْك موافقته - صلى الله عليه وسلم - في قَصْدِه - صلى الله عليه وسلم - من هذا التَّرْك.

أمَّا إذا تَرَكَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمرًا من الأمور بحكم الاتفاق دون قصد للتَّرْكِ، أو وَقَعَ التَّرك منه - صلى الله عليه وسلم - دون أن يقصد العبادة بهذا التَّرك؛ فمتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا التَّرْكِ بقصد العبادة لا يكون من التَّأسي به - صلى الله عليه وسلم - لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يقصد العبادة (٢).

قال ابن النَّجَّار: وأمَّا التَّأسي في التَّرْك: فهو أنّه تترك ما تركه لأجل أن تَرَكَه (٣).


(١) قواطع الأدلة (٢/ ١٩٠).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (١/ ٢٨٠) (١٠/ ٤٠٩).
(٣) شرح الكوكب المنير (٢/ ١٩٦).

<<  <   >  >>