ليس عجيبًا أن يفوق امرؤ أخاه في علمٍ أو خبرة، أو في أي مجال من مجالات الحياة، كما أنه ليس من المستهجَن أن يسعى الأدنى للحاق بالأعلى، وأن يبذل جهدَه للتفوق عليه، في حدود ابتغاء رضا الله، والسلامة من آفات الكبر والعُجْب والرياء، وبقيد طهارة المشاعر القلبية، ونقاء العلايات الأخوية، وبضابط الإنصاف، والعدل في التقويم، للنفس وللآخرين، بحيث يؤدي ذلك كله في النتيجة إلى تحقيق مصلحة إسلامية عليا، بعيدًا عن هوى النفس وتقديس الذات.
حين تتفشى المنافسة الشريفة تكون وقودًا للهمم، ومحرضًا على البذل المتواصل، وسبيلًا لتوجيه الأبصار إلى أعمال الخير، التي يُفَجِّرُ التنافس فيها مزيدًا من الخير للفرد والمجتمع، حتى يصبح الفرد من هذه الأمة يتطلع دائمًا إلى الأسمى، وكيف يرضى بالدون؟! وهو الذي يطمح أن يجعله الله للمتقين إمامًا، وهو الذي يتطلَّع إلى الفردوس الأعلى وصحبة النبيين والشهداء والصالحين، وهو الذي يرجو أن يكون من السابقين بالخيرات:{أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون: ٦١]، {... فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ ...}[البقرة: ١٤٨]. {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ}[المطففين: ٢٦].
ومن ذلك التنافس الشريف ما جاء في الحديث الشريف عن القائم والمنفق: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو