للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحسن الناس أن تحسنوا، وإذا أساؤوا أن تتجنبوا إساءتهم ((١)، وكذلك وطنوا أنفسكم ألا يفتتن بكم إمعة من الرعاع، وألا يتخذكم غيركم رأسًا في الضلال، يقول ابن العربي في شرح قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة» (٢): (وإنما جعلها أعظم من الإمام؛ لأن متعلقاتها من المغرور به أكثر، ففحشت بكثرتها) (٣).

والرأس في الخير لا بد أن يقدم رأسه ثمنًا لرياسته، وأن يهون في نظره كل شيء في سبيل ثباته في مواقف الابتلاء، وقد سُجن البويطي - خليفة الشافعي - في فتنة خلق القرآن وقُيِّد بالسلاسل والأغلال، ولم يقبل أن ينطق بغير الحق ولو همسًا وهو يقول:) إنه يقتدي بي مائة ألف، ولأموتن في حديدي هذا؛ حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم ((٤).

فعسى إن كنا على مستوى حسن الأسوة والتأسي، أن يجعلنا الله أئمة ويجعلنا الوارثين، ويُمكِّن لنا في الأرض، ويجعلنا للمتقين إمامًا.

خلاصة هذا الفصل وعناصره:

- عباد الرحمن يتطلعون لأن يكونوا للمتقين إمامًا.


(١) مشكاة المصابيح ٣/ ١٤١٨ صححه الألباني موقوفًا على ابن مسعود.
(٢) أخرجه الترمذي (جامع الأصول ١١/ ٧٤٧ برقم ٩٤٤٤) وحسنه الترمذي، وضعفه الأرناؤوط وقال: لبضع فقراته شواهد.
(٣) عارضة الأحوذي ٩/ ٤٢.
(٤) طبقات الشافعية ١/ ٢٧٥ من ترجمة يوسف بن يحيى البويطي.

<<  <   >  >>