للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا غمط حق من حقوقه، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه» (١).

إن عدل الله عز وجل يسع البهائم مثلما يسع الناس، ومن الخير للعبد ألا يظلم مخلوقًا في الدنيا من إنسان أو حيوان، وأن يبادر إلى أداء الحقوق في هذه الدنيا مختارًا، قبل أن يقاد بها يوم القيامة، ولذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لتُؤَدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة؛ حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» (٢)، ولذلك فإن «مَن كانت عنده مظلمة لأخيه: من عرضه، أو شيء منه، فليتحلَّله منه اليوم، من قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه، فحمل عليه» (٣)، كما في الحديث الصحيح.

ومهما يكن المظلوم ضعيفًا، فإن الله ناصره، ومن له بالله طاقة حتى يتجرأ على ظلم العباد؟! فقد جاء في الحديث: «... ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزَّتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» (٤) فلا يتجرأنَّ ظالم إن أمهله الله؛ لأن الله ناصر كل مظلوم - ولو بعد حين - قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: ٤٢] قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا


(١) صحيح الجامع برقم ٣٣٨٢ (حسن).
(٢) أخرجه مسلم والترمذي (جامع الأصول ١٠/ ٤٣٢ برقم ٧٩٦٠).
(٣) أخرجه البخاري (جامع الأصول ١٠/ ٤٣١ برقم ٧٩٥٨).
(٤) أخرجه الترمذي وحسنه ووافقه ابن حجر والأرناؤوط (جامع الأصول ٤/ ١٤٥ برقم ٢١٠٣).

<<  <   >  >>