للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستغفرون، قاله مجاهد وغيره) (١).

وصورة الإصرار كما فسَّرها الشوكاني: (العزم على معاودة الذنب وعدم الإقلاع عنه بالتوبة منه) (٢)، فهل يختار المؤمن مصير الويل أم يقاوم هواه ويستعلي على نزوات الشيطان لينطلق من قيدها ساعيًا إلى رحمة الله؟

إن خلق سرعة الفيئة من أول ما يطالعك في أول منازل الآخرة حيث تأتيك البشرى بالخير ويقول لك عملك: «أنا عملك الصالح، كنت والله سريعًا في طاعة الله، بطيئًا عن معصية الله؛ فجزاك الله خيرًا». أو تأتيك البشرى بالشر ويقول لك عملك: «أنا عملك الخبيث، كنت بطيئًا عن طاعة الله، سريعًا في معصية الله؛ فجزاك الله شرًّا» (٣).

فإذا أسأت فأحسِن، وإذا أذنبتَ فاستغفر؛ لعل عملك يشهد لك بالسرعة في طاعة الله.

خلاصة هذا الفصل وعناصره:

- تميز الصحابة في سرعة فيئتهم وليس بعصمتهم.

- من أسباب زلة القدم الانسياق للطباع الغضبية.

- بيت النبوة لم يخلُ من خصومات ولكن الفيئة كانت سريعة.

- المتخاصمان إذا لم يُسرِعا الفيئة حُرِما قَبول العمل.

- الذي يحب أن يغفر الله له يسرع الفيئة.


(١) فتح الباري ١/ ١١٢ من شرح الباب ٣٦ من كتاب الإيمان، وحديث أحمد في المسند ٢/ ١٦٥ وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٨٩٧.
(٢) فتح القدير للشوكاني ١/ ٣٨٢.
(٣) مسند أحمد ٤/ ٢٩٥ - ٢٩٦ من حديث طويل طرفه (إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا ..).

<<  <   >  >>