للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاقد الحياء فليصنع ما يشاء، ولينظر بعدئذ ماذا يفعل الله به.

ليس عجيبًا ما نراه من منكرات الأخلاق، إذا علمنا أن رادع الحياء قد مات، فالذي لا يستحيي - عادةً - يصنع ما يشاء، بلا حرج من أحد (١).

أفلا يكون كل منا عونًا لأخيه في مجاهدة النفس، وتجنُّب ما لا يليق، والتزام حدود الأدب مع الخلق والخالق، في الخلوة والجلوة، وفي الغِيبة والشهادة، فقد جاء في الحديث: «إن الله عز وجل حليم، حَيِيٌّ، ستِّير، يحب الحياء والستر ..» (٢)، وربما كان لاقتران الحياء والستر فيما يحب الله، إشارة إلى أنه حيث وجد الحياء، وجد الستر والعفاف، وحيث تحل الجرأة على القبائح، يحل معها التكشف والفضائح وعيوب النفس مستورة بجلباب الحياء، فإذا ما نزع الستر، تكشفت أمراض النفوس، وتجرأ الصغير على الكبير، وانطلق الناس من كل قيد، وتحرَّروا من كل وازع، وغرِقوا في أوحال الرذيلة، وستبقى الفطرة ميالة إلى الحياء والستر.

خلاصة هذا الفصل وعناصره:

- الحياء خلق يبعث على ترك القبيح.

- ليس من الحياء الامتناع عن التعلم أو المطالبة بالحقوق.

- إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء.


(١) يراجع فتح الباري ٦/ ٥٢٣ - شرح الحديث ٣٤٨٣ وكذا ١٠/ ٥٢٣ - شرح الحديث ٦١٢٠.
(٢) صحيح سنن النسائي ١/ ٨٧ - كتاب الغسل - باب ٧ - الحديث ٣٩٣ (صحيح)

<<  <   >  >>