للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤمن الطيب رجل متورِّع عن الشبهات، ولقد كان أبو طلحة في مرض له ينزع غطاء فراشه؛ لما عليه من نقوش؛ فلما اعترض عليه بأنه ليس في الغطاء تصاوير منهي عنها، أجاب: (بلى. ولكنه أطيب لنفسي) (١).

والمؤمن الطيِّب يحافظ على صفاء الود مع أخيه، كما في الحديث القدسي: «وحُقَّت محبتي للذين يتصافون من أجلي» (٢)، ويبادر إلى زيارة أخيه المسلم، أو عيادته، فيقول الله له: «طبتَ وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلًا» (٣). فالتصافي والتواصل علامة طيبة، ولا يتخلق بها إلا الطيب.

والمجاهد الطيب لا يطمئن قلبه بالقعود حين يستنفر الناس، ولذلك وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسية صحابته الكرام - لو أنه خرج في كل سرية - فقال: «ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي» (٤). ولذلك كان المنافقون - لما في نفوسهم من الخبث - لا يتحرَّجون من أن يتعللوا بأعذار واهية، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع صحابته في الحر والنصب، والمنازلة والطعان.

وتطييب قلوب عباد الله من علامات طيب القلب، فقد وصف


(١) صحيح سنن الترمذي ٢/ ١٥٠ - كتاب اللباس - باب ١٨ - الحديث ١٤٣١/ ١٨١٩ (صحيح)
(٢) ميند أحمد ٤/ ٣٨٦ وطرفه «إن الله عز وجل يقول: قد حقت محبتي ....»
(٣) صحيح سنن الترمذي ٢/ ١٩٥ - كتاب البر - باب ٦٣ - الحديث ١٦٣٣/ ٢٠٩٣ (حسن)
(٤) صحيح مسلم - كتاب الإمارة باب ٢٨ - الحديث ١٠٦ (شرح النووي ١٣/ ٢٥)

<<  <   >  >>