للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأمل» (١).

ولأن الله وحده هو عالم الغيب فلا ندري متى النصر؟ ولا نعلم أين الخير؟ ولكن الذي نعلمه أن أمتنا أمة خير - بإذن الله - يُرجَى لها النصر من الله - ولو بعد حين - ويشير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك بقوله: «مَثَل أمتي مَثَل المطر، لا يُدرَى أوله خير أم آخره» (٢)، ولا ندري على يد أي جيل يكشف الله الغمة، ويرفع شأن هذه الأمة، ولكن الذي ندريه أن سنة الله في الكون كما أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال الله يغرِسُ في هذا الدين غرسًا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة» (٣).

ولقد جاءت بشائر كثيرة في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تجدد الأمل وتثبت اليقين، منها وعد الله بأن يبلغ مُلْك الأمة المشارق والمغارب، ومازالت هناك بقاع لم تقع تحت ملك المسلمين، ولابد أن يفتحها الإسلام، كما في الحديث: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوِي لي منها» (٤).

فإذا عرَفنا أن الأصل في الإسلام العلوُّ والسيادة والتمكين، فلا نستيئس من ضعف المسلمين حينًا من الدهر، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الإسلام يعلو ولا يُعلى» (٥).

وقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باستمرار زيادة الإسلام: «... ولا يزال


(١) صحيح الجامع برقم ٣٨٤٥ (حسن).
(٢) صحيح الجامع برقم ٥٨٥٤ (صحيح).
(٣) صحيح الجامع برقم ٧٦٩٢ (حسن).
(٤) صحيح مسلم - كتاب الفتن - باب ٥ - الحديث ١٩/ ٢٨٨٩.
(٥) صحيح الجامع برقم ٢٧٧٨ (حسن).

<<  <   >  >>