للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام يزيد، وينقص الشرك وأهله، حتى تسير المرأتان لا تخشيانِ إلا جورًا، والذي نفسي بيدِه لا تذهب الأيام والليالي، حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم» (١)، فالأمل باقٍ، وامتداد سلطان المسلمين مستمر - بإذن الله.

وقد بشَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببشريات تذيب كل يأس، وتدفع كل قنوط، وتثبِّت كل صاحب محنة، وتريح قلب كل فاقد للأمل بأبناء هذا الدين، حين لا يجد بصيص أمل يلمع له حيث قال: «بشَّر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكن في الأرض ..» (٢).

والجهاد مستمر إلى يوم القيامة، والطائفة الظاهرة على الحق لا يضرها من خذلها، وهي مستمرة حتى يأتي أمر الله، وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم -: «لن يبرح هذا الدين قائمًا، يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة» (٣).

والمقياس عند الله غير مقياس البشر، إن الله يجعل من الضعف قوة، وذلك واضح من التأمل في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم» (٤)، إن ذلك المسلم المَسُوق بالأغلال، المحبوس في الأَقْبِية، المُلاحق في كل مكان، الفاقد للسلاح، الفقير المُعدَم؛ بدعوته وصلاته وإخلاصه ينصرُ الله هذه الأمة، رغم كل صور الضعف التي تمثَّلت فيه، وكما أشار رسول الله


(١) صحيح الجامع برقم ١٧١٦ (صحيح) وطرفه «إن الله استقبل بي الشام ...».
(٢) صحيح الجامع برقم ٢٨٢٥ (صحيح).
(٣) صحيح مسلم - كتاب الإمارة - باب ٥٣ - الحديث ١٧٢/ ١٩٢٢.
(٤) صحيح سنن النسائي للألباني - كتاب الجهاد - باب ٤٣ - الحديث ٢٩٧٨.

<<  <   >  >>