للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -: «رُبَّ أشعثَ مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبرَّه» (١).

قد نرى القوةَ اليوم بيد أعدائنا، والغلبة لهم علينا، ولكن لا ننسى أن الله هو المتصرِّف بهذا الكون، وعينُه لا تغفُلُ عن عبادة المؤمنين، ولن يرضى لهم دوام الذلة واستمرار القهر، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الميزان بيد الرحمن، يرفع أقوامًا، ويضع آخرين» (٢)، ولابد أن يرفعَنا بعد أن وضعنا؛ إذا رأى منا صدق السعي لمرضاته.

وفي كل قرنٍ يُعِيد الله اليقين إلى نفوس الأمة، بأن يجعل فيها سبَّاقين في الخير، لا يُبالون بالمحن، يتأسَّى الناس بهم كما في الحديث: «في كل قرن من أمتي سابقون» (٣)، كما يجعل في الأمة مَن يُصحِّح لها المفاهيم، ويسير بها على الجادَّة، ويقودها إلى الهداية، ويجدد لها أمر دينها، وقد بشَّر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة مَن يُجدِّد لها دينها» (٤)، فإما أن يأتي الفرج على أيدي السابقين، وإما على أيدي المجددين، ولكنَّ الكرب لا يدوم.

وجميع أعداء الإسلام واقعون في دائرة تهديد الله لهم بالحرب، ومَن كان الله حربًا عليه فلا خوف منه ولا أمل باستمرار سلطانه علينا، كما جاء في الحديث القدسي: «مَن عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب» (٥).


(١) صحيح مسلم - كتاب البر والصلة - باب ٤٠ - الحديث ١٣٨/ ٢٦٢٢.
(٢) صحيح الجامع برقم ٦٧٣٧ (صحيح).
(٣) صحيح الجامع برقم ٤٢٦٧ (حسن).
(٤) صحيح سنن أبي داود للألباني - كتاب الملاحم - باب ١ - الحديث ٣٦٠٦/ ٤٢٩١ (صحيح).
(٥) صحيح البخاري - كتاب الرقاق - باب ٣٨ - الحديث ٦٥٠٢.

<<  <   >  >>