للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحبهم، ويصرفهم عن آياته، ويطبع على قلوبهم، ويسقيهم طينة الخَبَال، وتوعدهم بأن يقصمهم، و «مَن كان في قلبه مثقال حبة خَرْدل من كِبْر أكبَّه الله على وجهه في النار» (١)، كل هذا الجزاء من أجل مثقال حبة خردل من كبر، فكم يحتاج المرء إلى حفظ قلبه من مشاعر الكبر والعجب والغرور!

ولا يدفع المرء إلى الكبر، إلا حب التميز عن الآخرين، أو الرغبة في عدم الخضوع لأحد، أو محاولة إخفاء نقص في ذاته، وكلها مهلكة للمرء «.. فأما المهلكات: فشُحٌّ مُطاع، وهوى متَّبع، وإعجاب المرء بنفسه» (٢).

كما يكفي المتواضع أن يعلم: أن الله يرفعه، وأن عباد الله تحبه، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوته، وأنه أعرف بقدر ربه وبقدر نفسه، فاحذر من الانزلاق مع وساوس الشيطان، وأهواء النفوس، لعلك تكون من الذين يحبهم الله ويحبونه {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين} [المائدة: ٥٤].

خلاصة هذا الفصل وعناصره:

- الذين يحبهم الله ويحبونه متواضعون.

- لا تعارض بين العزة على الكافرين والذلة على المؤمنين.

- عمر يدرب ولاته على الذلة لرعيتهم.

- من التواضع الاعتراف بالخطأ وقبول أعذار الناس.

- خفض الجناح من صفات مَن يتصدر لقيادة الناس.


(١) مسند أحمد ٢/ ٢١٥ ورواته رواة الصحيح.
(٢) صحيح الجامع - الحديث ٣٠٤٥ (حسن)،

<<  <   >  >>