للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه - يُطِيل الصلاة بالناس قال له ثلاثًا: «يا معاذ! أفتَّان أنت؟!» (١)، وفي خطبة لعمر - رضي الله عنه - قوله (ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تجمروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم) (٢).

وإن الانشغال بالقول عن العمل كثيرًا ما يفضي إلى كثير من الفتن والمشكلات، يقول ابن تيمية - رحمه الله -: (فإذا ترك الناس الجهاد في سبيل الله فقد يبتليهم بأن يوقع بينهم العدواة، حتى تقع بينهم الفتنة - كما هو الواقع -) (٣)، وفي المثل: (العسكر الذي تسوده البطالة يجيد المشاغبات) (٤).

إن من آثار الفتنة أنها تُنسِي الواقعين فيها حقائق يعرفونها وحدودًا كانوا يلتزمونها، وإن الواقِع في الفتنة تخف تقواه، ويرقُّ دينه، ولذلك حين يبعد أناس عن الحوض كان يظنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمته يجاب: «لا تدري مشوا على القَهْقَرى»، قال راوي الحديث - ابن أبي مُلَيْكة -: (اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نُفتَن) (٥).

وفي الحديث الذي يسأل فيه حُذَيفةُ عن الشرِّ: «.. يا رسول الله، الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: «لا ترجع قلوب أقوام على الذي


(١) صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب ٧٤ - الحديث ٦١٠٦.
(٢) مسند أحمد ١/ ٤١. قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن (٢٨٦). ومعنى تجمروهم: أي تطيلون غيابهم عن زوجاتهم.
(٣) مجموع فتاوي ابن تميمة ١٥/ ٤٤.
(٤) نقلا عن كتاب (العوائق) ص ١٥.
(٥) صحيح البخاري - كتاب الفتن - باب ١ - الحديث ٧٠٤٨.

<<  <   >  >>