للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصبر على ذلك شاقاً على النفس، كما جاء في سنن أبي داود: «إن السعيد لمن جُنِّب الفتن - ثلاثاً - ولمن ابتلي فصبر فواهاً» (١)، ومن كانت الفتنة تحيط به ولا مُنجِيَ به منها فليفرَّ بدينه من الفتن أو ليكثر من العبادة كما في الحديث: «العبادة في الفتنة كالهجرة إليَّ» (٢)، والتزود بالأعمال الصالحة مطلوب للوقاية من الفتنة قبل وقوعها، قال - صلى الله عليه وسلم -: «بادروا بالأعمال فتنًا» (٣).

يقول النووي في شرح الحديث: (معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال قبل تعذُّرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتراكمة المتكاثرة) (٤).

ومَن كان يملك أسباب الفتنة فليتخلَّص منها كما جاء في الحديث: «كسِّروا فيها قِسِيَّكم» (٥) حتى إن كعب بن مالك - رضي الله عنه - يذكر في قصة الثلاثة الذين خلفوا؛ كيف جاءه كتاب من ملك غسَّان وفيه (قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نُواسِك)، يقول كعب: (فقلت لما قرأتها: وهذا أيضًا من البلاء فتيمَّمت التنُّور فسجرتُه بها) (٦).


(١) صحيح سنن أبي داود للألباني - الحديث ٣٥٨٥ (صحيح). (واهاً: ما أطيب الصبر على البلاء).
(٢) مسند أحمد ٥/ ٢٧، وفي صحيح الجامع برقم ٤١١٩ بلفظ «العبادة في الهرج ..» (صحيح)
(٣) صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب ٥١ - الحديث ١٨٦.
(٤) شرح صحيح مسلم للنووي ١/ ٤٩٢.
(٥) صحيح سنن الترمذي للألباني - الحديث ١٧٩٥/ ٢٣١٤ (صحيح).
(٦) صحيح البخاري - كتاب الفتن - باب ١٧ - الحديث ٧٠٩٨.

<<  <   >  >>