للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المغالاة في الطعام والشراب، وعن المغالاة في المهور، مثلما نهى عن الغلو في الرجاء الذي يجعل الناس يتَّكلون، وعن الغلو في الخوف الذي يجعلهم يقنَطون، وعن الغلو في المديح الذي يجعلهم يشركون أو ينافقون؛ كقوله: «لا تُطْرُوني كما أَطْرَتِ النصارى ابن مريم، فإنّما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله» (١)، وكما نهى عن الغلو في الحب الذي يُعمي عن القبائح، والبغض الذي يعمي عن المحاسن، كقوله: «أحبِبْ حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بَغيضك يومًا ما، وأبغِضْ بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما» (٢).

وكل ما نخشاه حين نغلو أن نقع في مشقة الدنيا وجحيم الآخرة، كما في قوله تعالى: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: ٤، ٣] ويضيع بشؤم الغلو ثمرة الجهد في العبادة، بينما الهَدْي القاصد أهدى وأتقى وأبقى، ولا يكون التزام التوسط إلا بالعلم والمجاهدة.

خلاصة هذا الفصل وعناصره:

- القصد هو الاعتدال في السلوك والفكر فلا إِفراط ولا تفريط.

- ليس في القصد خروج عن السنة، ولا في الغلو مزيد تقوى.

- من مزايا القصد:

- أنه أقرب إلى الفطرة البشرية.


(١) صحيح البخاري - كتاب أحاديث الأنبياء - باب ٤٨ - الحديث ٣٤٤٥ (الفتح ٦/ ٤٧٨).
(٢) صحيح سنن الترمذي للألباني - أبواب البر - باب ٥٩ - الحديث ١٦٢٥/ ٢٠٨٢ (صحيح).

<<  <   >  >>