كل مسلم يحب الخير ويرغب في المعروف، ولكن ليس كل مسلم لديه الدافعية الدائمة المستمرة للبحث عن أبواب المعروف وطرق الخير بحيث لا يترك ثغرةً خالية يمكن أن يسدها بنفسه إلا ويسدها، صغُرت الثغرة أم كبُرت، عظمت أم حقرت.
وسوف تجد في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيلًا من صنائع المعروف تنتظر الحريصينَ على الأجر والمهتمين بشؤون إخوانهم من المؤمنين؛ كقولِه: - صلى الله عليه وسلم - «مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا نفس الله عنه كربة من كُرَب يوم القيامة، ومَن يسَّر على مُعسِّر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»(١).
ولما أن عدَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صورًا من صدقات المرء على نفسه في كل يوم تطلع فيه الشمس ذكر صورًا من الإيجابية الاجتماعية للمسلم منها: «ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعزل الشوك عن طريق الناس، والعظم والحجر، وتَهْدِي الأعمى، وتُسمع الأصم والأبكم ... - أي تفهمه - حتى يفقه، وتدل المستدلَّ على حاجة له قد علمتَ مكانها، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع