للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضعيف ...» (١).

وفي رواية أخرى «على كل مسلم صدقة، فإن لم يجد فيعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع فيُعِين ذا الحاجة الملهوف، فإن لم يفعل فيأمر بالخير، فإن لم يفعل فيُمسِك عن الشر فإنه له صدقة» (٢) وهذه أدنى درجات المسلم وأقل ما يمكن أن يتوقع منه، فإنه إذا لم ينبعث بنفسه لفعل الخير، ولم يبادر للقيام بمعروف، فلا أقل من أن يأمر بفعل الخير، وإن فاته كل ذلك ولم يقدم على شيء من المعروف الإيجابي، فليضمن نفسه ألا يقع في شر وليلتزم بالامتناع عن الأذى.

والأصل في المسلم التطلع إلى الدرجات العلى فكما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير الناس أنفعهم للناس» (٣)، «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تُدخِله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا ... ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها - يقضيها - له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخلَّ العسل» (٤).

وهذا الفهم لفعل المعروف يغفل عنه كثير من أهل الصلاح الذين سبقوا في الذكر والاعتكاف والتلاوة والصيام والقيام، ولكنهم تفتر هممهم عن قضاء حوائج الخلق والسعي في مصالح المسلمين، وقد


(١) صحيح الجامع - الحديث ٤٠٣٨ (صحيح).
(٢) صحيح الجامع - الحديث ٤٠٣٧ (صحيح).
(٣) صحيح الجامع - الحديث ٣٢٨٩ (صحيح).
(٤) صحيح الجامع - الحديث ١٧٦ (صحيح)

<<  <   >  >>