للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«.. فلا جهاد ولا صدقة، فلِمَ تدخُلُ الجنة إذًا؟!»

الموت قدرٌ محتوم على كل مخلوق، والشهادة أسمى صور الموت يصطفي الله لها مَن يشاء، والمؤمن مأمور على كل حال بالاستعداد للموت، فمَن كانت أمنيته الشهادة كان أولى بالاستعداد، وأحرى بالتطلع لاصطفاء الله له.

ولقد صدقَت فراسة كثيرين في إخوان لهم، توقَّعوا لهم الشهادة لمظاهرَ من سمتِ الصلاح بدَت عليهم، فقيل فيهم بالتوقيع ما قيل في طلحة بالوحي الصادق: «شهيدٌ يمشي على وجه الأرض»، وفي رواية: «هذا ممن قضى نحبه» (١)، فكيف نستعدُّ للشهادة ونتهيَّأ لها لنكون من أهلها حقًّا؟ لعل الله يرزقنا الشهادة في صورة من صورها.

أول العُدَّة للشهادة: التوبة الصادقة، وقد ورد في الحديث: «يضحك الله إلى رجلينِ يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة؛ يقاتل هذا في سبيل الله فيُقتَل، ثم يتوب الله على القاتل فيُستشهد» (٢)، فليس غريبًا أن ينال الشهادةَ مَن كان له ماضٍ جاهلي تاب منه، وقد رؤيت نماذج معاصرة من صدق جهادِ حديثِي الهداية، وقد ذهب بعض


(١) صحيح سنن ابن ماجه للألباني - المقدمة - باب ١١ - الحديثات: (١٠٢ صحيح، ١٠٣ حسن).
(٢) صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب ٢٨ - الحديث ٢٨٢٦ (فتح الباري ٦/ ٣٩).

<<  <   >  >>