للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحابة إلى غزوة أُحُدٍ بعد ليلة من شرب الخمر: (اصطبح ناس الخمر يوم أحد ثم قُتِلوا شهداء) (١) - وذلك قبل تحريم الخمر - وحتى الذين شرِبوها بعد تحريمها في قرون الخير، فإنها لم تكن تمنعهم من البحث عن الشهادة لعلها تُكفِّر عنهم ما بدر منهم.

ولابد في الاستعداد للموتِ في سبيل الله أن يستتبع التوبة إصلاح العمل، وقد كان ابن عمر يقول: (إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك) (٢)، يقول ابن حجر في شرح الحديث: (أي اعمَل ما تلقى نفعه بعد موتك، وبادِر أيام صحتك بالعمل الصالح، فإن المرض قد يطرأ فيمنع من العمل، فيُخشى على مَن فرط في ذلك أن يصل إلى المعاد بغير زاد) (٣).

كما جاء في تعليل النهي عن تمني الموت، قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئًا فلعله يستعتب» (٤)، (وقوله: يستعتب أي يسترضي الله بالإقلاع والاستغفار، والاستعتاب طلب الإعتاب، والهمزة للإزالة؛ أي: يطلب إزالة العتاب) (٥)، وفي بيان


(١) صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب ١٩ - الحديث ٢٨١٥ (فتح الباري ٦/ ٣١).
(٢) صحيح البخاري - كتاب الجهاد - باب ٣ - الحديث ٦٤١٦ (فتح الباري ١١/ ٢٣٣).
(٣) فتح الباري (١١/ ٢٣٥) عند شرحه للحديث ٦٤١٦.
(٤) صحيح البخاري - كتاب التمني - باب ٦ - الحديث ٧٢٣٥ (فتح الباري ١٣/ ٢٢٠).
(٥) فتح الباري ٦/ ١٢٢ عند شرحه للحديث ٧٢٣٥.

<<  <   >  >>