للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو هريرة: (وفي القوم أبو بكر وعمر، فهاباه أن يكلماه) (١)، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استحثَّهم على السؤال، فقال: (سلوني، فهاهبوه أن يسألوه) (٢)، فأرسل جبريل على صورة آدمي ليسأله، ولكي يتعلموا دينهم.

ومن احترام العلماء عدم الخوض معهم في نوادر المسائل، فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغلوطات، قال الأوزاعي: (الغلوطات شداد المسائل وصعابها) (٣)، وقد ورد في الحديث الصحيح: «لا تَعَلَّموا العلم لتُهَابوا به العلماء، أو تماروا به السفهاء، ولا لتجزئوا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار» (٤)، فليحذر الذين يسألون ليجادلوا، أو ليختبروا، لا ليتعلموا. فإن شأن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - التوقير والإجلال للعلم وأهله، و «ليس منا مَن لم يُجِلَّ كبيرنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه» (٥).

وكما وجب الاحترام للعالِم، فإن للمتعلم حقَّه من التوقير والإكرام، يروي أحمد في حديث وفد عبد القيس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنزلهم ضيوفا على الأنصار: «فلما أن أصبحوا»، «قال: كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم، وضيافتهم إياكم؟» «قالوا: خير إخوان: ألانوا فُرُشَنا، وأطابوا مَطْعَمنا، وباتوا وأصبحوا يُعلِّمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى، وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم -» (٦)، وأوضح من ذلك ما جاء في الحديث


(١) صحيح البخاري الحديث ٦٠٥١ - ورواه أحمد ٢/ ٢٣٤ واللفظ له.
(٢) صحيح مسلم - كتاب الإِيمان - باب ١ - الحديث ٧ - ١٠ (شرح النووي ١/ ٢٧٨).
(٣) مسند أحمد ٥/ ٤٣٥.
(٤) صحيح الجامع - الحديث ٧٣٧٠ (صحيح).
(٥) صحيح الجامع - الحديث ٥٤٤٣ (حسن).
(٦) مسند أحمد ٣/ ٤٣٢.

<<  <   >  >>