للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شهداء أمتي أصحاب الفرش، ورب قتيل بين الصفينِ اللهُ أعلم بنيته» (١).

فربما يموت رجل على فراشه ولا يُحرَم أجر الشهداء؛ لما يرى الله من صدقه، وربما يُحمل رجل مُضرَّج بدمائه من أرض المعركة، وهو عند الله من الخاسرين؛ لما شاب نيتَه من عُجب، أو فخر، أو عصبية، أو حب سمعة، وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة منها قوله - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم: «من طلب الشهادة صادقًا أعطيها ولو لم تصبه» (٢)، وأخرجه الحاكم بلفظ: «مَن سأل القتل في سبيل الله صادقًا ثم مات أعطاه الله أجر شهيد»، وفي رواية أخرى للحاكم: «مَن سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه» (٣)، والإخلاص لا يعلمه إلا الله، ولا تنقيه إلا محاسبة النفس، فحاسب نفسك، وراقب قلبك، وضع نفسك في الميزان، لترى مدى استعدادك للشهادة، عسى أن تكون {... مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩].

خلاصة هذا الفصل وعناصره:

- من عدة الشهادة:

- التوبة الصادقة.

- إصلاح العمل.


(١) مسند أحمد ١/ ٣٩٧، استشهد به ابن حجر، وقال: رجال سنده موثقون - الفتح ١٠/ ١٩٤.
(٢) صحيح مسلم - كتاب الإكارة - باب ١٤٦ - الحديث ١٩٠٨.
(٣) أدرج ابن حجر روايتي الحاكم بعد رواية مسلم في فتح الباري ٦/ ١٦.

<<  <   >  >>