للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{... هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: ٦٢] والمفلحون هم الذين {آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ ...} [الأعراف: ١٥٧].

وقد شرع للمؤمن أن يدعو بالنصرة، كما في الحديث: «ربِّ أعنِّي ولا تُعِن عليَّ، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسِّر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي» (١)، ولكن هذه النصرة لا تكون غالبًا بسبب غيبي، وإنما بتسخيرك يا صاحب خلق (النصرة) لتؤدي دورك بحميَّتك الإيمانية، وغيرتك للحق، أما الخذلان في ساعة الحاجة، فشأن المنافقين مع أوليائهم الذين قال الله فيهم: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ ...} [الحشر: ١٢].

وقد اشترط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجالسين على قارعة الطريق أن يتحمَّلوا ضريبة جلوسهم هذا، وشهودهم لمواقف تقتضي منهم التدخُّل وأداء الواجب، فقال لهم: «إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل، وردُّوا السلام، وأعينوا المظلوم» (٢).

والمبادرة إلى نصرة الأخ في الله في الدنيا - وخاصة في حال غيابه حيث تسقط المجاملات وتظهر حقيقة المشاعر، وتخلص النصرة لله - يكون من ثمرتها أن يسخر الله للناصر مَن يقف إلى جانبه وينصره في الدنيا ويتولاه الله في الآخرة، كما في الحديث: «من نصر أخاه بظهر الغيب، نصره الله في الدنيا والآخرة» (٣).


(١) صحيح سنن ابن ماجه للألباني - كتاب الدعاء - باب ٢ - الحديث ٣٠٨٨/ ٣٨٣٠ (صحيح).
(٢) مسند أحمد ٤/ ٢٨٢، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ١٤٠٧.
(٣) صحيح الجامع برقم ٦٥٧٤ (حسن).

<<  <   >  >>