للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«.. وإن الشجاع منا للذي يحاذي به»

حين يكون دين المرء أعز ما لديه في هذه الدنيا يكون في المنافحة عنه بالغ الشجاعة، عظيم الجرأة، قوي الإقدام.

تنبع الشجاعة من غرائز فطرية، وتقويها التربية الجهادية؛ بالمران والتدريب وخوض المواقف؛ حتى يكتسب الشاب هذا الخلق، وإلى ذلك أشار سيدنا عمر - رضي الله عنه - بقوله: (.. والجرأة والجبن غرائز يضعها الله حيث شاء، فالجبان يفر عن أبيه وأمه، والجرئ يقاتل عما لا يؤوب به إلى رحلة، والقتل حتف من الحتوف) (١)، ويعلق فؤاد عبد الباقي على الفقرة الأخيرة بقوله: (والقتل حتف من الحتوف: أي نوع من أنواع الموت، كالموت بمرض أو نحوه، فيجب ألا يرتاع منه، ولا يهاب هيبة تورث الجبن) (٢).

وقد جعل الله أمر الدين لا يقوم إلا بالشجاعة، ولذلك إن جبن أهل الحق يستبدل بهم قومًا غيرهم، وهذا ما أراده ابن تيمية بقوله: (ولما كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم، بين سبحانه أن من تولى عن الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك) (٣).


(١) الموطأ - كتاب الجهاد - الحديث ٣٥.
(٢) من حاشية الأستاذ فؤاد عبد الباقي على الحديث السابق في الموطأ.
(٣) فتاوي ابن تيمية ٢٨/ ١٥٧.

<<  <   >  >>