للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في قوله: «إن الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا.» (١).

قال في الفتح: (وأبشروا: أي بالثواب على العمل الدائم - وإن قل - والمراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل، بأن العجز إذا لم يكن من صنيعه لا يستلزم نقص أجره، وأبهم المبشَّر به تعظيمًا له وتفخيمًا) (٢).

ومبنى هذا الخلق وأساسه أن يكون المسلم مصدرًا للفأل الحسن، والأمل الواسع، والعاقبة الخيرة، وألا يرى أخوه منه ما يكره.

أفبعد كل هذه الإشارات يقبل أحدنا لنفسه أن يكون مصدر شؤم، ومظنة تخذيل، أو إحباط، أو تنفير، أو قتل للقدرات؟ أم نشيع البشرى، وننشر التفاؤل، ونحيي النفوس، ونحرض على الخير، ونُعِين على المعروف، ونستنهض الهمم؟ إلى أن يكون كل منا بشيرًا لإخوانه يحيي فيهم الأمل ويدفعهم إلى مزيد من العمل.

خلاصة هذا الفصل وعناصره:

- خلق التبشير يُعطي الأنس ويبعد عن التنفير.

- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُعث مبشرًا.

- من أساليب التبشير:

- أداء الموعظة المناسبة قدرًا وتوقيتًا.

- من المواقف التي تقتضي التبشير:

• تنشيط الهمم للطاعة.

• إزالة دواعي الاضطراب.


(١) صحيح البخاري - كتاب الإيمان - باب ٢٩ - الحديث ٣٩ (فتح الباري ١/ ٩٣).
(٢) فتح الباري ١/ ٩٥.

<<  <   >  >>