اكتشاف والده، أو أي أحد من عشيرته، أو أي خيط -مهما بعد، أو ضعف- من خيوط نسبه، أو من له صلة بذلك من الناس، عساه أن يصله بحقيقة نفسه، ولو توهمّا!
تبصرة:
غريب أمر هذا الإنسان: كيف يجهد لمعرفة حقيقته الاجتماعية، ولا يجهد ذلك الجهد وأقصى؛ لمعرفة حقيقته الوجودية!
إن الذي ينصت إلى خطاب الفطرة في نفسه يسمع نداء عميقاً، يترجم الرغبة في معرفة من أسدى إليه نعمة الوجود، ألا ترى أن الإنسان مفطور على شكر من وصله بمعروف؟ بلى، إذن لم لا تسأل عمن خلقك؟ لا تسرع في الإجابة! لا تقل لي: إنني أعرف الله فأنا مسلم، فما هذا الذي نريد!
أنت مخلوق، هذه حقيقة وجودية، فلا أحد منا جاء إلى الوجود بإرادته وقراره، من هنا كان الواجب الأول عليك أن تبحث عن الله الخالق، بهذه الصفة، أعني صفة الخالقية؛ لأنها سبب مجيئك إلى الكون، وإلا كنت عدماً، ولذلك كان أول حق لله رب الناس على الناس، وجب عليهم أداؤه ابتداء: هو حق الخالقية، أليسوا مخلوقين؟ بلى، إذن تعلق بذمة كل مخلوق أن يشكر الخالق، من حيث هو عز وجل خلقه.