سبحانه:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}[الإسراء:٧٠]، فالأمر الوارد إذن في سورة البقرة:{اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[البقرة:٢١] جاء في سياق قصة الخلق الأول والاستخلاف الرباني للإنسان في الأرض. وهذا منطلق مهم لفهم حقيقة الإنسان، وطبيعة العبادة المطلوبة منه لله رب العالمين.
فالغلاف الكوني كله في خدمة الإنسان خلقاً وتسخيراً.
ومن هنا كان الشرك ظلماً عظيماً؛ لأن الله هو وحده الذي خلق، وبهذا المنطق وجب أن يكون هو وحده الذي يعبد، وأي إخلال بهذا الميزان يكون ظلماً كبيراً، وهو قول الله عز وجل:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:١٣]، وبهذا المنطق أيضاً نقم الله على المشركين، كما سبق من آيات من مثل قوله تعالى:{أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ}[الأعراف:١٩١]، وقوله سبحانه:{أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}[النحل:١٧].
تبصرة:
إن جماع الأمر في هذه النصوص كلها أنه تعالى: خَلَقَنا وخَلَقَ لنا، هذا مبدأ قرآني كوني عظيم وجب تدبره .. وهو ما سميناه بـ:(حق الخالقية)؛ فتأمل!
وأما الآية الثانية فهي قوله تعالى -مما سبق ذكره أيضا- من سورة الإنسان: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن