في الآية المذكورة أنها أرشدته، بل أيقظته بأسلوب التنبيه إلى التفكير في مرحلة ما قبل العمر .. وهو مجال يندر جدّاً أن يطرق بال الفكر البشري، على المستويين الفردي والجماعي على السواء.
هل سألت نفسك مرة: أين كنت أنت بالذات: (فلان بن فلان، أو فلانة)، قبل أن يتزوج أبوك بأمك؟ سل نفسك إذن؟ أو أين كان الإنسان -بالمعنى الجماعي- قبل أن يخلق الله آدم عليه السلام؟ وللتبسيط ابق في السؤال مع نفسك فقط، وتفكر!
تذكر تاريخ ميلادك؟ قبل ذلك بسنة، أين كنت؟ وماذا كنت؟
تلك مرحلة ما قبل العمر .. فكيف تفسرها؟ وكيف تتصورها؟ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا}[الإنسان:١]؟ إنك لن تستطيع تصور شيء ولا تخيله؛ لأنه عدم، والعدم لا يمكن تخيله، إذ لو أمكن تصوره -حتى ولو بمجرد الخيال- لكان من الممكنات. وعلم ذلك غير ممكن إلا لله العليم الخبير، سبحانه وتعالى، فهو وحده {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة:٢٩].
- المهم هاهنا عندنا أن تدرك أنك لم تكن ثم كنت. وهذا فضل عليك من الله الذي قال لك: كن! فكنت! أي خلقك