للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ} [الأعراف:١٨٧]، وقد ورد في التفاسير أن العرب واليهود كانوا كثيري السؤال لمحمد صلى الله عليه وسلم عن الساعة، كانوا يسألونه ظانين أنه حفي عنها، أي كثير السؤال -مثلهم- لربه عنها، إذ لا يتصور في المرء إلا السؤال عن الغوامض الكونية. ولذلك قال قبل: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الأعراف:١٨٧]، إنها حدث كوني عظيم، يمتد من السماء إلى الأرض. ليحدث ذلك التحول الرهيب في طبيعة الكون، تدميراً ثم تكويناً وإفناءً ثم خلقاً؛ لاستقبال الحياة الأخرى، وإن أمرها في ميزان الله لقريب.

ومثله قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:١،٢].

والساعة: هي القيامة، والواقعة، والقارعة، والصاخة ... إلخ من الأسماء، التي عبر فيها الرب العظيم عن لحظة نهاية الكون الدنيوي، فالكون الدنيوي إذن تكوين ابتدائي، والكون الأخروي تكوين استئنافي، قال جل جلاله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَانَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء:١٠٤]، وقال سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ

<<  <   >  >>