وقال تعالى:(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)[الأحزاب: ٦].
وقال تعالى:(عفا الله عنك لم أذنت لهم)[التوبة: ٤٣]، وفي هذه الآية من الملاطفة والأدب ما يظهر لأولى البصائر، فإنه كان مخيرا صلى الله عليه وسلم، فاختار إحدى الخصلتين الجائزتين، وهي الإذن، فأتت الآية الكريمة ببيان ما كان يظهر من حالهم لو لم يأذن لهم، وصدرت بالعفو لئلا يحمل صلى الله عليه وسلم على قلبه من ذلك، وفي ذلك ما لا يخفى من الملاطفة والأدب.
وكم في القرآن من آية لا نستطيع حصرها مما فيه تصريح وإشارة إلى علو قدره صلى الله عليه وسلم أكثر مما ذكرناه بكثير، فسبحان من شرفه وكرمه وعظمه على سائر الخلق، وصلى الله على هذا النبي الكريم، وحشرنا في زمرته ومن نحب بمنه وكرمه.