هو صلى الله عليه وسلم سيدهم في الدنيا والآخرة، وإنما قال: "يوم القيامة" إشارة إلى تفرده بالسؤدد وظهور ذلك الفضل العظيم والمقام المحمود وأنه لا يدنو للشفاعة غيره، كقوله تعالى:(لمن الملك اليوم)[غافر: ١٦]، وحديث الشفاعة مشهور لا يحتاج إلى ذكره، وفيه لطيفه نبه عليها القاضي عياض في عصمة الأنبياء، فإنهم اعتذروا بأشياء وعدوها ذنوبا، وليس منها إلا ما له مخرج، فلو كان شيء غيرها لذكروه، ونحن نوافق القاضي عياض على اختيار أن الأنبياء معصومون من الكبائر والصغائر عمدًا وسهوًا.
ومما أكرمه الله به: المحبة والخلة، أما الخلة فقوله: "ولكن صاحبكم خليل الله"، وأما المحبة فمن رواية ابن عباس: "ألا وأنا حبيب الله".