ومما أكرمه الله به: الوسيلة والدرجة الرفيعة، وهي أعلى درجة في الجنة، لا تنبغي لغيره، والكوثر، وهو نهر من الجنة يسيل في حوضه صلى الله عليه وسلم.
وقد أورد القاضي عياض هنا أنه إذا تقرر من دليل القرآن وصحيح الأثر وإجماع الأمة كونه أكرم البشر وأفضل الأنبياء؛ فما معنى الأحاديث/ الواردة بنهيه عن التفضيل، كقوله:"ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى"، وقوله:"لا تفضلوا بين الأنبياء"، وقوله:"لا تخيروني على موسى"، وقوله:"ولا أقول إن أحدًا أفضل من يونس بن متى"، وقوله:"من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب"، ولما قيل له: يا خير البرية قال: "ذاك إبراهيم".
وأجاب بأن للعلماء فيها تأويلات:
أحدها: أن نهيه عن التفضيل كان قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم.