قلت: وهذا ضعيف، لأن النهي من رواية أبي هريرة، وهو متأخر، والنبي صلى الله عليه وسلم علم فضله على غيره قبل ذلك، ألا ترى إلى حديث الإسراء، فإن فيه جملة تدل على ذلك.
الثاني: أنه على طريق التواضع، قال: وهذا لا يسلم عن الاعتراض.
الثالث: لا يفضل بينهم تفضيلاً يؤدي إلى تنقيص بعضهم.
الرابع: منع التفضيل في حق النبوة والرسالة، فإن الأنبياء فيها على حد واحد، إذ هي شيء واحد لا يتفاضل، وإنما التفاضل في زيادة الأحوال والخصوص والكرامات والرتب والألطاف، أما النبوة نفسها فلا تفاضل فيها، وإنما التفاضل بأمور أخرى، ولذلك منهم أولو العزم، ومنهم من رفع مكانًا عليًا، ومن أوتي الحكم صبيا، ومنهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات.