يروى عن النبي، صلى الله عليه، أنه لحن عنده رجل فقال:"أرشدوا أخاكم". وقيل إن رجلاً قصد أبا بكر، رضي الله عنه، في حاجة، فكثر لحنه ... إبداده. فقال له: استر عورتك وسل حاجتك. فبادر الرجل ثوبه. فقال له عمر، رضي الله عنه، وكان حاضراً: لم يردك خليفة رسول الله، [صلى] الله عليه، بهذا، إنما أمرك بإصلاح لسانك.
وعن عمر، رحمه الله، أنه قال:"أحبكم إلينا أحسنكم وجهاً حتى نستنطقكم، فإذا استنطقناكم كان أحبكم إلينا أحسنكم منطقاً حتى نختبركم، فإذا اختبرناكم كان أحبكم إلينا أحسنكم مَخْبَراً".
وقال عبد الملك بن مروان:"اللحن هجنة الشريف، والعجب آفة العقل، والكذب فساد كل شيء". وعن الشعبي أو غيره أنه قال: اللحن في الشريف كالجُدري في الوجه الحسن.
قال الخليل بن أحمد: دخلت على سليمان بن علي فرأيته يلحن اللحنة بعد اللحنة فقلت: أيها السيد، أبوك علي السَّجاد، وعمك عبد الله الحَبْر، والعباس بن عبد المطلب جدك، وما ولدك إلا خطيب أو فصيح، وأرى في كلامك سقطاً. قال: أقليلاً أم كثيراً؟ فقلت: بك بقل. قال: إنك لا تسمعه مني أبداً بعدها. قال فما أذن لأحد سَنَة. ثم دخلت عليه، فرأيته أفصح الأولين والآخرين. ثم غبرْتُ عنه يومين أو ثلاثة، فأتيته بأبيات عملتها فأنشدته: