وربما قالوا: ما فلانٌ إلا شيطان، يريدون الشهامة والنفاذ وأشباه ذلك.
وفي الحديث "إن الشيطان الذي يُفْرَدُ لمن حفظ القرآن ينسيه إياه يسمى حبوب وهو صاحب عثمان بن أبي العاص".
والشيطان على تقدير فيعال.
وتشيطن الرجلُ: أي صار كالشَّيْطان، وفَعَلَ فِعْلَهُ وفي الشيطان قولان:
أحدهما: أن يكون سُمي شيطاناً لتباعده من الخير، أُخِذَ من قول العرب: دارٌ شطون ونوىً شطون ونيةً شطون. قال النابغة الشيباني:
فأضحت بعدما وصلت بدار ... شطون لا تُعادُ ولا تعودُ
والقول الثاني: أن يكون سُمي شيطاناً لغيه ٢/ ٧٤ وهكلاه، أُخِذَ من قول العرب: قد شاط الرجل يشيطُ: إذا هلك. قال الأعشى:
قد نطعن العير في مكنون فائله ... وقد يشيط على أرماحنا البطل
أي: قد يهلك.
وقال ابن خالويه: شيطان: فعلان، من: أشاط يُشيطُ إشاطةً، وأشاطَهُ: أهْلَكَهُ. ومِنْ: شاطَ بقلبه، يعني ابن آدم، أي: مال به. ويكونُ: فَيْعالاً، من: شطنَ أي بعُدَ، كأنهُ بعُدَ عن الخير، كما سُمِّيَ إبليس لأنه أبْلَسَ منْ رحمةِ الله أي يئسَ، وكان اسمه: عزازيل. قال: